الثقافةصفحات من تاريخ مصر

** حضارة نقادة **

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم المهندس/ طارق بدراوى

مدينة نقادة مدينة تتبع محافظة قنا بجنوب صعيد مصر وهي عاصمة مركز نقادة وتوجد على الشاطئ الغربي لنهر النيل العظيم ويحدها من الشمال مركز قنا ومن الجنوب مركز الأقصر ومن الشرق نهر النيل ومركز قوص التابع لمحافظة قنا ومن الغرب الصحراء الغربية ومحافظة الوادى الجديد وتبعد حوالى 25 كيلو متر شمالي مدينة الأقصر كما أنها تبتعد عن مدينة قنا بنحو 31 كيلو متر جنوبا وتبعد عن القاهرة العاصمة حوالي 640 كيلومتر جنوبا وتشتهر نقادة بصناعة الفركا وهي نوع من المنسوجات اليدوية التي كانت تصدر إلى السودان وتستخدم في بعض العادات المتوارثة لديهم في الولادة والزواج والتي يوجد فيها جالية قبطية ينحدر جزء كبير منها من نقادة وقد كان لمدينة نقادة حضارة كبيرة تعود بدايتها إلى حوالى عام 4400 ق.م وإستمرت لحوالى عام 3000 ق.م وهى الحضارة التى تلت حضارة البدارى التي كانت قد إستمرت قبلها مابين عام 4800 ق.م وحتي عام 4300 ق.م أى أن هذه الحضارة العريقة إستمرت لفترة إقتربت من الأربعة عشرة قرنا من الزمان هذا وقد قسم العلماء هذه الحضارة لثلاثة مراحل زمنية مختلفة تكونت بها ثلاث حضارت منفصلة وهي حضارة نقادة الأولى وقد إستمرت من عام 4400 ق.م وحتي عام 3500 ق.م وحضارة نقادة الثانية وقد إستمرت من عام 3500 ق.م وحتي عام 3200 ق.م وحضارة نقادة الثالثة والتي إستمرت من عام 3200 ق.م وحتي عام 3000 ق.م وبصفة عامة فقد إشتهرت حضارة نقادة فى مختلف مراحلها بالتقدم الإقتصادي والصناعي والفني والإلمام بثوابت تكوين المجتمع الناجح وقد شهدت هذه الحضارة نموا سريعا فى التكوين المجتمعي والسياسي مما أدى إلى نشأة العديد من الأقاليم أو الإمارات الكبيرة المنظمة المتقدمة فى مصر القديمة فى تلك الحقبة الزمنية القديمة وفى نهاية مطافها تكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الفرعونية الأولى حيث أدت تلك الحضارة إلى تحقيق الوحدة بين شطرى البلاد أى بين صعيد مصر ودلتا نيلها أو بين الوجه القبلي والوجه البحرى علي يد الملك مينا أو نارمر ونلاحظ من التواريخ المذكورة أن حضارة نقادة قد تداخلت مع حضارة البدارى لمدة تصل إلي 100 عام تقريبا ويعود إسم نقادة إلى بداية النطق باللغة العربية في هذه المنطقة في القرن السابع عشر الميلادى حيث كان الأهالي يتكلمون اللغة القبطية وهذا الإسم تحريف عن إسمها القبطي ني كاداى وهي كلمة تعنى الفهم أو المعرفة وربما كان أهلها في القديم من ذوي المعرفة والعلم ولهذا أطلقوا عليها هذا الإسم وقيل أيضا إنها مشتقة من إسم نجادة وتعني النجدة والإنقاذ حيث كان قدماء المصريين يستغلونها في موسم فيضان النيل في دفن وحفظ أمتعتهم ثم حرفت بعد ذلك من نجادة إلي نقادة .

300px-diorite_vase_neqada_ii_predynastic_ancient_egypt_field_museum

300px-egypte_louvre_317

وقد كانت حضارة نقادة الأولى هى أطول حضارات نقادة الثلاثة من حيث الفترة الزمنية إذ إستمرت هذه الحضارة حوالي 900 عام وقد جرت أحداث تلك الفترة الزمنية فى المنطقة الواقعة ما بين الأقصر وأبيدوس وتلك الحضارة هى التى تلت حضارة البدارى وإن رأى البعض بأنها قد سايرت حضارة البدارى فترة من الزمان وتفوقت عليها بعد ذلك وإحتلت مكان الصدارة وفي واقع الأمر فإن المتتبع لتاريخ تلك الحضارة سوف يجد أنها قد نمت وتطورت فى المنطقة الواقعة بين الجندل الأول للنيل جنوبا وإلى منطقة أسيوط شمالا وهناك من يرى أن هذه الحضارة قد إمتدت نحو الشمال حتى وصلت إلى مدينة الفيوم وكانت مساكن أهل تلك الحضارة بسيطة حيث كانت تشيد من أغصان الأشجار والتى كانت تتم تكسيتها بالطين وكان أهل تلك الحضارة يدفنون موتاهم فى حفرة ذات شكل بيضاوى وكانت هذه الحفرة قليلة العمق وكان يتم دفن المتوفى فى وضع القرفصاء وفى بعض الأحيان كان يلف المتوفى بجلد الماعز وقد شهدت حضارة نقادة الأولى تحسن فى صناعة الأدوات الحجرية قليلة العمق وتطور تقنيات حرق الفخار كما كان فخار نقادة الأولى يتميز بإحمراره وكان يتميز بوجود نقوش هندسية كما نجد أن صناعة الأوانى الحجرية قد إزدادت تأنقا وجمالا وروعة علاوة علي أن إنسان تلك المرحلة قد بدا يزين الأوانى الفخارية برسوم الحيوان والنبات والإنسان ومع مرور الوقت بدأ التحول التدريجي بعد ذلك من حضارة نقادة الأولى إلى حضارة نقادة الثانية حوالى عام 3500 ق.م .
وكان أهل حضارة نقادة الأولى متميزين جدا فى صناعة الخزف فقد كان يتميز خزف هذه الحقبة التاريخية بإحمرار اللون وزخرفته بأشكال هندسية بديعة وفى بعض الأحيان تطلى فوهات القوارير المصنعة باللون الأسود وكانوا يمثلون على منتجاتهم مناظر مختلفة تمثل الصيد أو القتال أو حتى مشاهد دينية تمثل عباداتهم وأما عن الرسومات التى تمثل البشر فقد كانت قليلة للغاية خلال تلك الحقبة الزمنية كما كانت تلك المرحلة متقدمة للغاية فى صناعة التشكيلات الخزفية القمعية الشكل والتى تطورت فيما بعد لتستخدم فى صناعة الأوانى والقوارير وكانت كل تلك المنتجات عمل يدوي خالص مما أكسبه طابعه الخاص المميز وبمرور الوقت والزمان فقد بدأ تمثيل الإنسان على هذه المنتجات فى التزايد ومن بين أشكال الإنسان الممثلة على تلك المنتجات أشكال لأشخاص من ذوات الذقون وذلك فى شكل عصى منحوتة فى العاج كما مثلت النساء بشكل كبير وكانت بداية ذلك في حقبة حضارة البدارى حيث وجدت بمنطقة نقادة ثلاثة من التماثيل الفريدة تعود إلى عصر حضارة البدارى .
ولننتقل الآن إلي حضارة مصر فى عصر نقادة الثانية والتي تعد واحدة من أهم المراحل الحضارية فى عصور ما قبل الأسرات فى مصر فهى تمثل المرحلة الحضارية الثانية لتلك العصور وتبدأ من عام 3500 ق.م وحتى عام 3200 ق.م تقريبا وتميز ذلك العصر بوجود مراكز دينية وسياسية كبرى فى الشمال والجنوب إعتبرها البعض أقاليم مصر أو ممالك أو إمارات صغرى فى عصر نقادة الثانية حيث ترأس كل إقليم أو مملكة صغرى زعيم سياسي وروحى كانت مهمته الأساسية الإشراف على جميع الأمور التجارية والدينية فى مملكته فى ذلك العصر وكانت أشهر مراكز ذلك العصر شمالي مصرعين شمس وبوتو والمعادي وسايس وأشهرها جنوبي مصر نقادة ونخن وأبيدوس والعضايمة والهو والجبلين وأرمنت وإلفنتين وغيرها من المراكز الأخرى وقد إستهلت مصر عهدا جديدا فى عصر نقادة الثانية حيث تفاعل المصري القديم مع بيئته بشكل أفضل مما سبق من العصور السابقة خاصة بعد أن تمكن من فهم و إستيعاب إمكانيات بيئته التى طال إستقراره فيها فقام بإستغلالها على نحو أفضل الأمر الذي تكشف عنه المنشآت المدنية فى ذلك العصر ولا سيما المساكن ففي هذه الحقبة الزمنية إزداد عدد القرى والمدن السكنية وتطورت تطورا ملحوظا طرز بناء المساكن وملحقاتها ومواد بنائها فعلي سبيل المثال تطورت مدينة نخن فى ذلك العصر وظهرت بها المساكن المستطيلة التى شيدت جدرانها على أساسات حجرية وهى واحدة من أقدم المحاولات فى مصر لإستخدام الحجر كمادة بناء فى المساكن تلك الفترة وقد أمدتنا زخارف ورسومات فخار نقادة الثانية ببعض المعلومات عن أشكال المساكن ومواد بنائها وذلك من خلال ماتم رسمه من كبائن المراكب على الأوانى الفخارية الخاصة بهذا العصر والتى شابهت فى هيئتها وأسلوب تشييدها أكواخ السكن وهياكل المعبودات فقد صورت المراكب ذات المجاديف والكبائن على نطاق واسع فشكلت بعض مقدماتها ومؤخراتها هيئات حيوانية مما يدل على وجود معبودات ذات رموز وأشكال حيوانية كانت تجرى لها شعائر تقديس فى ذلك العصر مما يؤكد وجود معابد وهياكل ومقاصير دينية صغرى فى تلك الفترة منتشرة في أقاليم كل من الشمال والجنوب كما تعتبر صور المراكب هى القاسم المشترك فى معظم زخارف الفخار خلال هذه المرحلة ويدل ذلك بدوره على مدى ما يشير إليه تقدم صناعة المراكب فى ذلك العصر علاوة علي أن وجود هذه المراكب يدل من خلال رسوم الفخار على إستخدام النيل منذ ذلك العصر كأهم طريق للنقل والمواصلات من الشمال إلى الجنوب وبالعكس مما يؤكد وجود تبادل للمنتجات التجارية والأفكار الدينية والثقافية بين مراكز الشمال ومراكز الجنوب الأمر الذي ساعد على وجود تفاعل ثقافى هام بين هذه المراكز فكان ذلك التبادل خطوة أولى نحو خلق وحدة ثقافية تمهيدية فى عصر نقادة الثانية .

images-1

images-3

ومن أهم ما يمكن إستنباطه من تلك الكبائن المرسومة هو المواد المستخدمة فى البناء فى ذلك العصر وهى فروع الأشجار وجذوع وفروع النخيل والنباتات المجدولة فى ألياف علاوة على طرز الأسقف المختلفة ومنها السقف المسطح والسقف المقبي والسقف الذى يأخذ شكل نصف قبة ويجدر بنا أن نذكرأن هذه المواد البنائية والأشكال والهيئات للمساكن هى نفس المواد والأشكال والهيئات التي تم إستخدامها بعد ذلك فى عصر الأسرات الفرعونية المبكر فى مصر وكان أفضل نموذج لشكل المساكن خلال تلك الفترة هو ما تعرفنا عليه من خلال نموذج بيت لأحد زعماء الأقاليم كشف عنه فى أحد مقابر المحاسنة والمصنوع من الطمى المحروق وظهر فيه شكل المسكن على هيئة مستطيلة ذو زوايا مربعة وجدران مائلة للداخل فضلا عن وجود قاعدة أضخم وأكبر مقارنة بالقمة مما يعنى زيادة سمك المداميك السفلية عن المداميك العلوية ولا نستبعد وجود مثل هذا الشكل السكنى الهام فى بعض المراكز الأخرى الأمر الذي يقودنا إلى حقيقة هامة وهى وجود معرفة كافية بقواعد ومبادئ الهندسة البنائية فى مصر خلال عصر نقادة الثانية أما عن عادات الدفن و مقابر ذلك العصر فنجد مجموعة من المعطيات الهامة تمثلت في تنوع أساليب بناء المقابر كما تنوعت أساليب بناء المنازل ففي الوقت الذي إستمرت فيه المقابر البسيطة البيضاوية والمستطيلة زاد عليها المقابر الدائرية وإتخذت المقابر الأشكال المستطيلة عندما كانت تسوى جدرانها وتحدد جوانبها كما إنخفضت أرضية الحيز الذى تم وضع الجثة عليها وحفرت كوات صغيرة فى أحد جوانب المقبرة لوضع الأوانى فيها كما تم وضع الأوانى والقرابين فى الجزء الأعلى للمقبرة فى حالات أخرى فظهر هذا الجزء كأنه رف عريض وهى واحدة من المحاولات الأولى لفصل الأثاث الجنائزى عن مكان الدفن كما كسيت جدران المقبرة من الداخل بطمى سميك و فى بعض الأحيان بالطمى ثم البوص والحصير فضلا عن وجود حالات ظهرت فيها تكسية بألواح خشبية مما يكشف عن أولى المحاولات لعمل توابيت خشبية تحيط بالمتوفى من جميع الجهات وفى نهايات عصر نقادة الثانية ظهرت محاولات لتحديد جوانب المقبرة بالطوب اللبن من الداخل مما أفضى إلى تحويل الحفرة ذاتها إلى حجرة كاملة تم تسقيفها بعد ذلك وفى نهايات ذلك العصر أيضا وجدت المقبرة الشهيرة رقم 100 فى نخن والتى تعرف بمقبرة الزعيم حيث ظهرت فكرة الرسومات الجدارية للمقابر لأول مرة فيها فربما كان أحد الزعماء المحليين لمدينة نخن ويمكن إعتباره الجد الأكبر لزعماء العصر الذي يليه وهو عصر نقادة الثالثة الأسرة صفر الذين خرجوا من منطقة نخن لتوحيد مصر خلال تلك الفترة مابين عام 3200 ق.م و حتى عام 3000 ق.م تقريبا فظهر ضمن نقوشها ولأول مرة منظر قمع الأعداء بواسطة الزعيم فضلا عن أقدم مناظر معروفة للإحتفالات التي كانت تقام في ذلك العصر حيث تم تصوير الزعيم داخل جوسق مرتديا رداءا إحتفاليا .
ويتبين لنا مما سبق أن من أهم المعطيات الحضارية لعصر نقادة الثانية الرسومات والزخارف التي نقشت علي الفخار والتى كشفت عن مجموعة من النتائج الهامة منها أن البوتقة الثقافية والحضارية لمصر خلال عصر نقادة الثانية هو أمر كان واقعا من خلال تناول الشواهد الأثرية السابقة إلا أن ذلك لا يعنى على الإطلاق أن هذه المراكز السياسية الكبرى لم تتميز بوجود خصوصية ثقافية مستقلة فى كل منها فوحدة البلاد من الناحية الثقافية لم تلغ التمايز والإستقلال الحضاري لمراكز الجنوب والشمال فى عصر نقادة الثانية فكانت هناك سمات مشتركة تجمع بينهم وسمات مميزة ومختلفة تميز كلا منهما عن الأخرى ومما لا ريب فيه أن ذلك التفاعل الثقافي كان خطوة أولى نحو تفاعل أكبر وأعمق فى العصر الذي تلاه وهو عصر نقادة الثالثة مما يؤكد حقيقة هامة وهى أن وجود وحدة ثقافية فى مصر مما ساعد على إتمام الوحدة السياسية كنتيجة طبيعية للمعطيات السابقة وبذلك يمكن القول إن عصر نقادة الثانية هو عصر شهدت فيه البلاد تقدما سياسيا واضحا من خلال مفهوم الزعامة والسيادة على الإقليم أو المركز فظهرت الرسوم والزخارف التى تروج سياسيا ودينيا لمفهوم الملكية الناشئة والتى برزت إرهاصاتها الأولى من خلال ذلك العصر إلى أن تبلورت فى عصر نقادة الثالثة فجاءت على شكل ناضج وقوى مما أدى في النهاية إلي توحيد الوجهين القبلي والبحرى .
ونأتي أخيرا إلي عصر نقادة الثالثة وهو عبارة عن المرحلة الأخيرة من ثقافة نقادة في عصور ما قبل التاريخ المصري القديم والتي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من عام 3200 ق.م إلى عام 3000 ق.م فبمرور الزمن وتغير الإنسان وتحول الظروف الإجتماعية والمظاهر الحضارية نجد أن حضارة نقادة الثالثة قد بدأت فى الظهور وتلك الفترة هي التي تمت خلالها عملية تشكيل الدولة والتي كانت قد بدأت في عهد نقادة الثانية كما يوجد دليل أثري قوي علي إمتداد الوجود المصري في ذلك العصر إلي جنوب فلسطين فيما عرف بالمستعمرات أو المستودعات التجارية كما ظهرت الأقاليم المتحدة والتي قادت بعد ذلك إلى وجود مملكتين إحداهما في الدلتا وعاصمتها بوتو وهى تل الفراعين بالقرب من مدينة دسوق الحالية والأخرى فى الجنوب وعاصمتها نخن وهى الكاب بالقرب من مدينة إدفو الحالية وتميز الحقبة الزمنية لفترة نقادة الثالثة بعدة مميزات منها تطور طريقة تجهيز الموتى وعلى الأخص أفراد الطبقة العليا إذ زادت عدد غرف المقبرة إلى غرفتين وكانت توضع بهما جثة الشخص التى تم تحنيطها كما كان يوضع معه الطعام والشراب والآثاث كما فعل أهل حضارتى نقادة الأولى والثانية مع موتاهم وفى تلك الحقبة الزمنية تم إستخدام النحاس على أوسع نطاق له كما تم إتقان الصناعات الفخارية بشكل كامل وكان يتم زخرفتها بأشكال تمثل الإنسان والحيوان والنبات كما كانت القوارير تزين بأشكال القوارب وفى تلك الفترة الزمنية بدأت مدينة بوتو فى دلتا مصر عصرا جديدا فى الظهور والنمو والتقدم كما بدأت تظهر نظم رى الأراضي الزراعية التي إبتكرها المصرى القديم والتي تعد من أفضل نظم الرى في العالم حتي يومنا هذا ومن الأشياء التى تسترعى الإنتباه خلال تلك الحقبة أيضا هو ظهور مبادئ الكتابات الهيروغلفية على الأوانى والمنتجات الفخارية مما كان يعد بمثابة إعلان رسمي علي إنتهاء فترة طويلة من الإعداد والتحضير لحضارة عظيمة ستقود العالم القديم كله وتجعل العالم كله يتمنى أن يكون قطعة من أرض مصر المحروسة.

images

images-2

وحيث أن مدينة نقادة تمثل نموذج لنشاط الإنسان الأول كمدينة صاحبة حضارة منذ عهد الفراعنة حيث إتفق الباحثون علي إطلاق عصر ما قبل الأسرات علي حضارات نقادة الأولي ونقادة الثانية ونقادة الثالثة وذلك يعتبر قيمة إستثنائية تتميز بها نقادة عن غيرها فمن هنا تم ترشيحها لتكون علي قائمة التراث العالمي والحفاظ علي التراث الثقافي والحرف التقليدية نحو التنمية المستدامة وذلك نظرا لعدة اسباب وذلك علي النحو التالي :-
1- تقف هذه المنطقة شاهدا فريدا علي نشاط المصري القديم من حيث إستخدامه للطفلة في صناعة أدواته الدنيوية والجنائزية متمثلة في الفخار ويتميز فخار نقادة الأولى بأنه فخار أحمر مصقول والفخار الأحمر ذو الحافة السوداء ونوع ثالث يطلق عليه الفخار ذو الرسوم البيضاء المتقاطعة ويتميز فخار نقادة عموما بتنوع أشكاله وأغلب رسوم هذا الفخار تمثل زخارف شبه هندسية مثل الخطوط المتوازية والمائلة ومنها ما مثل مناظر بشرية أو حيوانية ومناظر طبيعية من حيوانات وقوارب ورقص وصيد أما فخار نقادة الثانية فيمثل مرحلة النضج في صناعة الآثار الفخارية ويتميز فخار هذه الفترة بالرقة وأطلق عليه إسم الفخار ذو الزخارف أو الرسوم الحمراء حيث تندر الأشكال الهندسية وتكثر الصور الآدمية أو الحيوانية والطيور المائية وصور المراكب أو النباتات وتتميز هذه الفترة بوجود نوع يطلق عليه الفخار ذو المقابض المتموجة وهى المقابض التي توجد بحواف الإناء أو على جانبي الإناء حول وسط الآنية .
2- إقتران المدينة بالعديد من الأحداث والمعتقدات المرتبطة بتاريخ وحضارة الفراعنة .
3- تقف هذه المدينة شاهدا فريدا علي معتقدات خاصة بحياة المصري القديم في عهد الفراعنة .
4- من أهم مقومات مدينة نقادة قربها من نهر النيل وإستفادتها منه في شتي الجوانب .
5- قرب المدينة من مدينة الأقصر التي تعتبر من المناطق السياحية العالمية .
6- وجود مجموعة من الصناعات البيئية والحرفية في منطقة نقادة يجب المحافظة عليها وأهمها الفخار حيث يعتبر نجع الشيخ على التابع لمركز نقادة موطن الصناعات الفخارية حيث يتم بها صناعة تحف فخارية رائعة تستخدم بعض منها كأواني للطهي وأخرى تكون للزينة ومن أنواع الفخار القلل بأشكالها وأحجامها والأباريق والأزيار والزهريات والطواجن وغيرها التي تباع محلياً أو تصدر لباقي مدن مصر وقد حصل فخار قنا على عدة ميداليات في كثير من المعارض الصناعية بالقاهرة والفركة والتي ينفرد مركز نقادة بصناعتها وهى عبارة عن شال من الحرير المصنع يدويا وهو يمثل إعتقادا دينيا فى بعض الدول الأفريقية بأنها تجلب البركة وجريد النخيل حيث يعتبر مركز نقادة من الأماكن التي تشتهر بصناعة منتجات جريد النخيل الذي يضيف عراقة لأى مكان يحتويه وتمتاز نقادة بتوافره والفنان الذي يبدع في تصميماته والسجاد اليدوي حيث تعتبر صناعة السجاد اليدوي أحدث الحرف التي أدخلت في نقادة حيث إكتسبت المرأة بنقادة موهبة وميزة فن صناعة السجاد اليدوى لتثبت تميزها وتضاهى باقي الحرف لتنتج لوحة فنية للمناظر الطبيعية والتراثية والأشخاص واللوح الدينية المختلفة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى